في بحث قدمه د.يحي الخواجي ود.أحمد عبد الأخر في المؤتمر العالمي للطب الإسلامي
أكّدا فيه أن تقليم الأظافر يتماشى مع نظرة الإسلام الشمولية للزينة والجمال.
فالله سبحانه خلق الإنسان في أحسن تقويم، وجعل له في شكل جمالي أصابع
يستعملها في أغراض شتى، وجعل لها غلافاً قرنياً هو الظفر يحافظ على نهايتها.
وبهذا التكوين الخلقي يتحدد الغرض من الظفر ويتحدد حجمه بألا يزيد على رأس الإصبع
ليكون على قدر الغرض الذي وجد من أجله.
ومن جهة أخرى فإن التخلص من الأوساخ وعوامل تجمعها يعتبران من أهم
أركان الزينة والجمال، وإن كل فعل جمالي لا يحقق ذلك فهو مردود على فاعله.
وإن تقليم الأظافر بإزالة الأجزاء الزائدة منها يمنع تشكل الجيوب بين الأنامل
والأظافر والتي تتجمع فيها الأوساخ، ويحقق بذلك نظرة الإسلام الرائعة للجمال والزينة.
الأضرار الصحية الناجمة عن إطالة الأظافر:
تحمي الأظافر نهايات الأصابع وتزيد صلابتها وكفاءتها وحسن أدائها عند
الاحتكاك أو الملامسة، وإن الجزء الزائد من الظفر والخارج عن طرف الأنملة
لا قيمة له ووجوده ضار من نواح عدة لخصّها الأطباء خواجي وعبد الآخر في عاملين أساسيين:
الأول:
تكون الجيوب الظفرية بين تلك الزوائد ونهاية الأنامل والتي تتجمع فيها الأوساخ
والجراثيم وغيرها من مسببات العدوى كبيوض الطفيليات، وخاصة من فضلات الإخراج
والتي يصعب تنظيفها، فتتعفن وتصدر روائح كريهة ويمكن أن تكون مصدراً للعدوى
للأمراض التي تنتقل عن طريق الفم كالديدان المعدية والزحار والتهاب الأمعاء،
خاصة وأنّ النساء هُنّ اللواتي يحضرن الطعام ويمكن أن يلوثنه بما يحملن
من عوامل ممرضة تحت مخالبهن الظفرية.
الثاني:
إن الزوائد (المخالب) الظفرية نفسها كثيراً ما تحدث أذيات Injuries
بسبب أطرافها الحادة قد تلحق الشخص نفسه أو الآخرين وأهمها إحداث
قرحات في العين والجروح في الجلد أثناء الحركة العنيفة للأطراف خاصة
أثناء الشجار وغيره. كما أن هذه الزوائد قد تكون سبباً في إعاقة الحركة
الطبيعية الحرة للأصابع، وكلما زاد طولها كان تأثيرها على كفاءة أصابع
اليد أشد، حيث نلاحظ إعاقة الملامسة بأطراف الأنامل وإعاقة حركة انقباض
الأصابع بسبب الأظافر الطويلة جداً والتي تلامس الكف قبل انتهاء عملية الانقباض،
وكذا تقييد الحركات الطبيعية للإمساك والقبض وسواها .
وهناك آفات تلحق الأظافر نفسها بسبب إطالتها، منها تقصف الأظافر
بسبب كثرة اصطدامها بالأجسام الصلبة أو احتراقها، ذلك أن طولها الزائد
يصعب معه التقدير والتحكم في البعد بينها وبين مصادر النار، كما أن تواتر
الصدمات التي تتعرض لها الأظافر الطويلة تنجم عنها إصابات ظفرية غير مباشرة
كخلخلة الأظافر أو تضخمها لتصبح مشابهة للمخالب Onchogrophosis
أو زيادة تسمكها Onychausis أو حدوث أخاديد مستعرضة فيها
أو ما يسمى بداء الأظافر البيضاء .
وتؤكد الأبحاث الطبية أن الأظافر الطويلة لا يمكن أن نعقم ما تحتها
ولا بد أن تعلق بها الجراثيم مهما تكرر غسلها لذا توصي كتب الجراحة
أن يعتني الجراحون والممرضات بقص أظافرهم دوماً لكي لا تنتقل
الجراثيم إلى جروح العمليات التي يجرونها وتلوثها.
وهكذا تتضح لنا روعة التعاليم النبوية في الدعوة إلى قص الأظافر كلما طالت،
واتفاق هذه التعاليم مع مقررات الطب الوقائي وقواعد الصحة العامة
والتي تؤكد أن إطالة الأظافر تضر بصحة البدن.
منقول للفائدة